قصة اصحاب الكهف بالتفصيل من سورة الكهف | موقع Enjoyland
إن الدين الإسلامي هو دين الهدى و النور والرشاد والسلام والمحبة و على جميع الخلق أن يستضيئوا بنور الإسلام ليضيء لهم حياتهم ويملئها بهجة وسعادة ونور الإسلام هو كتاب المولى عز وجل القرآن الكريم , هذا الكتاب العظيم لابد ان نتبع منهجه ونجعله قاموسا لحياتنا لكي نحصل على سعادة الدنيا و الفوز بنعيم الآخرة.
نجد في القرآن الكريم العديد من القصص المليئة بالعِظة والعِبرة والفائدة ؛ وجميع هذه القصص فيها كم مهول من النفع للناس و إصلاح لحالهم في الدُّنيا والآخرة، لذا فإن نقل و سرد قصص القرآن هي مسؤولية كبيرة على جميع المسلمين ونسأل الله تعلى ان يسهل لنا هذا الطريق في سرد قصص القران الكريم .
في هذا المقال سنتحدث عن واحدة من اعظم القصص التي وردت في القران الكريم وهي قصة اصحاب الكهف من سورة الكهف, سنتحدث عن المعجزة التي حدثت لهم بالتفصيل كما سنوضح فضل سورة الكهف وأهمية المداومة عليها كل جمعة كما سنتحدث عن الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف , نتمنى لكم الفائدة والقراءة الممتعة.
محتوى المقال
- نبذة عن سورة الكهف
- فضل سورة الكهف
- قصص سورة الكهف
- قصة اصحاب الكهف في القران الكريم
- سرد قصة اصحاب الكهف
- دروس مُستفادة من قصّة أهل الكهف
- المصادر
نبذة عن سورة الكهف
- عدد آيات سورة الكهف 110 آية ومن حيث ترتيبها فهي تسبق سورة مريم وتلحق سورة الإسراء و تتوسط القرآن الكريم وذلك بأنها تقع في الجزئين الخامس عشر والسادس عشر ( 8 صفحات في نهاية الجزء الخامس عشر و3 في بداية الجزء السادس عشر ) كما انها تعد سورة مكية ورقمها 18 .
- تتناول سورة الكهف مواضيع عديدة تدور حول التحذير من فتن الدنيا والتبشير والإنذار وذكر جزء من مشاهد يوم القيامة ، كما تناولت السورة عدة قصص مليئة بالعبرة والفائدة سنتحدث عن واحدة منها وهي قصة اصحاب الكهف, وسميت سورة الكهف بهذا الاسم لما فيها من المعجزة الربانية في قصة أصحاب الكهف التي سنتطرق لسرد أحداثها اليوم بإذن الله ونتمنى ان تنال اعجابكم .
فضل سورة الكهف
- 1. سورة الكهف من السور ذوات الفضل في القرآن الكريم فقد وردت عدة أحاديث في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة منها: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين. رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
- 2. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني.
- 3. كما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين " , أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب ، والنور المذكور في النصوص السابقة ربما يكون نوراً معنوياً ، بمعنى أن من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كان ذلك مانعاً له من المعاصي هادياً إلى الصواب ما بين الجمعتين ، كما قد يكون نوراً حسياً بمعنى أنه يسطع له نور من تحت قدمه بحيث يكون ظاهراً على وجهه يوم القيامة ، وفي الدنيا يكون على وجهه أيضاً نور وبهاء والقول الثاني أقرب لموافقته لحديث ابن عمر.
- 4. و كذلك من حفظ اول عشر ايات من سورة الكهف عصمه الله من فتنة المسيح الدجال. كما ورد عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ».
- 5. في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورةِ الكَهفِ ، عصَمَه اللهُ عزَّ وجلَّ، وحَفِظَه، ووَقاهُ مِن أعظَمُ فِتنةٍ تكونُ على الأرضِ منذُ خُلِقَ آدمُ إلى قِيامِ السَّاعةِ وهي واحدة مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ ، وهذه الفتنة هي فِتنةِ الدَّجَّالِ الَّذي يَخرُجُ آخِرَ الزَّمانِ ويَدَّعي الأُلوهيَّةَ , فالله عز وجل وهب للدجال بعض المعجزات التي يفتن بها من اتبعه فحفظ هذه الايات سيعصمك من فتنة الدجال باذن الله .
قصص سورهً الكهف
- القرآن الكريم اهتم بترتيب الاحداث الخاصة بالامم السابقة من اجل بيان هذه الاحداث لامة الاسلام ، ومن خلال القصص التي وردت في القرآن الكريم نتعلم الكثير من العبر و الدروس المفيدة ، فمن آمن بالله واتبع دين الاسلام فانه سوف يفوز في الآخرة و يدخل الجنة رفقة الرسول الكريم عليه السلام ، اما من كفر و اشرك بالله فان بانتظاره عذاب عظيم في الآخرة.
- تجمع سورة الكهف بين أربعة قصص و الرابط بين هذه القصص الأربعة محور واحد و هو الفتن , فهذي القصص المذكورة في السورة جمعت فتن الحياة الأربعة ، فتنة الدين في قصة أهل الكهف التي سُمِّيت سورة الكهف بها و فتنة المال في قصة صاحب الجنتين و فتنة العلم في قصة موسى و الخضر و فتنة السلطة في قصة ذي القرنين.
قصة اصحاب الكهف في القران الكريم
- تم ذكر القصة في سورة الكهف في الآيات " 9-26 “ قال الله تعالى : أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26).
سرد قصة اصحاب الكهف
- تبدأ قصة اصحاب الكهف في مدينة مريبة كان يحكمها رجلاً ظالماً وكافراً بالله تعالى يعبد الاصنام و الاوثان وهو الملك المسؤول عن اهل المدينة يقال بان اسمه كان ( دقيوس ) او ( دقنيوس ) ، كان هذا الملك اذا رأى شخصاً يرفض عبادة الاصنام ويعبد الله عز وجل يعذبه عذاباً شديداً و يضع الذين يرفضون عبادة الاصنام في سجن مع أسد جائع ليأكلهم !.
- كان يعيش في هذه المدينة مجموعة من الشباب الذين من الله عليهم وهداهم لسبيله رفضوا عبادة الاصنام وكانوا يعبدون الله تعالى ويقال انهم كانوا من سادة القوم بمعنى انهم من ابناء ملوك و ايضا كانوا صغار في العمر وهم " أصحاب الكهف " , وهذه القصة ستدور احداثها عن هؤلاء الفتية فماذا حدث لهم ؟.
- في يومٍ من الأيام خرج اهل هذه المدينه ليحتفلوا بعيد من أعيادهم و كان هؤلاء الفتية " اصحاب الكهف " معهم و لكن لم يعجبهم ما كان يفعلوه أهل مدينتهم من عبادة الاصنام فقرروا ان يعتزلوا احتفالاتهم وعيدهم ويذهبوا بعيداً منهم فألقى الله نور الإيمان في قلوب هؤلاء الشباب وجعلهم من عباده الصالحين .
- ذهب واحدا منهم بعيداً عن احتفالات اهل مدينته ليجلس تحت ظل شجرة ثم لحق به الشاب الثاني ثم الثالث إلى أن اجتمع جميع الفتية في هذا المكان , و كان كل واحدٍ منهم يكتم إيمانه خوفاً ان يعرف احدا ايمانه فيخبر الملك الظالم فيقتله ولكن سرعان ما كسرو هذا الصمت وتصارحوا فيما بينهم جميعاً بما في داخل قلوبهم من ايمان وحب للمولى عز وجل و أعلنوا إيمانهم فأصبحوا إخواناً في حب الله سبحانه وتعالى .
- هؤلاء الفتية اتفقوا على ان مايفعله قومهم هو باطل مبين ، فكيف لهم ان يعبدوا أصناماً لا تنفع و لا تضر؟ مع أن الذي يستحق العبادة هو الله الخالق وحده لا شريك له , فقرروا بعد ذلك ان يتخذوا لأنفسهم مكاناً بعيداً عن المدينة واهلها ليعبدوا الله فيه حتى لا يراهم قومهم فيقتلوهم ومن هنا كانت بداية الكهف .
- حينما علم أهل المدينة بإيمان هؤلاء الفتية أخبروا الملك بذلك فأرسل إليهم أحداً من جنوده ليأمرهم بالرجوع للمدينة وعبادة الاصنام وعندما علم الفتية بان الملك عرف حقيقة ايمانهم خافوا ان يقتلهم و لكن ثبت الله فؤادهم بالإيمان و ربط على قلوبهم قال فيهم الله سبحانه و تعالى: " و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات و الأرض لن ندعوا من دونه إلاهاً لقد قلنا إذاً شططا " اي لن يقوموا بعبادة اي مخلوق وسيعبدون الله عز وجل ومن هنا كانت بداية معجزة اصحاب الكهف.
- قرر هؤلاء الفتية الهرب من قومهم بعيدا في مكان لايصلون اليهم فتوجهوا إلى الجبل ليأووا إلى كهف بداخله و دعو الله عز و جل أن يرحمهم في هذا الكهف فأنزل الله -سبحانه وتعالى عليهم السكينة والرحمة ، فناموا مدّة طويلة تعدّت ثلاثمئة سنة كما قال الله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) .
- وخلال هذه الفترة التي كانوا نائمين فيها هيأ لهم الله سبحانه وتعالى الأسباب التي تحافظ عليهم على مدار كل هذه القرون والأزمان ، ويمنع عنهم تآكل أجسادهم أو فساد ثيابهم، فكانت الشمس في الصباح تميل عن أجسادهم و في الغروب تميل عنها فلا يتأثروا بها وكانت أعينهم داخل الكهف مفتوحة فكان الناظر إليهم يحسبهم مستيقظين مع أنهم نيام وكان الله يقلب أجسادهم تارةً نحو اليمين و تارةً أخرى نحو اليسار وذلك حتى لا تأكل الأرض أجسادهم ، و كان كلبهم معهم حيث جلس على عتبة باب الكهف و ناموا هذه النومة الطويلة التي تعدت ثلاثمائة سنة وكان الله عز وجل هو من يرعاهم طوال هذه المدة .
- بعد كل هذه السنوات الطويلة التي كانوا نائمين فيها بعثهم الله عز وجل من نومهم وحينما استيقظوا تسائلوا فيما بينهم عن المدة التي مكثوا فيها داخل الكهف وهم نيام فقالوا : ما مكثنا غير بضعة أيام , كانو يظنون انهم ناموا ليوم او اقل من يوم ولم يشعروا أنهم ناموا لأكثر من ثلاثمائة مئة سنة !
- حينها قرروا أن يرسلوا أحدهم لشراء الطعام لهم على أن يكون حذراً متيقظاً خشية أن يكتشفه قومهم ويعرفوا مكانهم فذهب أحدهم ليحضر لهم الطعام و معه النقود الفضية التي كان بها نقش لصورة الملك دقيانوس . فلما وصل هذا الشاب إلى المدينة ، كان مصدوماً من شكل المدينة لأنها لم تكن مثل ماتركها عليه فكل شيء تغير , شوارعها أصبحت مختلفة و البيوت أيضاً قد تبدلت و الناس تغيروا و لم يعرف السبب في ذلك !.
- و بعد ان وصل الشاب إلى مكان ليشتري منه الطعام وجد البائع ينظر إليه متعجباً من شكله بشدة , و لما قام الشاب باعطائه النقود تعجب البائع اكثر لان مال الفتى كان من العملة القديمة التي تركها الناس منذ مدّة فظن أنّ ما معه من المال كنز فاخبره الشاب ان هذا المال هو الذي يتعاملون به و هذه صورة الملك " دقيانوس “ فتعجب البائع واخبره إن دقيانوس مات من أكثر من ثلاثمائة سنة !.
- تعجب الشاب كثيراً من كلام البائع و لم يستطع استيعاب الأمر ولكن سرعان ما تجمع الناس حول هذا الشاب و قاموا بأخذه إلى الملك الجديد في ذاك الوقت ، فسأله الملك عن شأنه فأخبرهم الشاب بكل ما حدث معهم واخبرهم بقصتهم كاملة حينها علم الملك انه من الفتية الذين خرجوا عهد الملك دقيانوس و سُرّ بذلك لانه كان قد دعا الله أن أن يُريَه إياهم ، ليرسل حجّةً وبياناً لقومه حيث اختلفوا فيما بينهم في حقيقة الحشر والبعث من القبور، ومن ثم قرر الملك الذهاب إلى الكهف لرؤية بقية الفِتية.
- يقال بأنه حينما وصلوا إلى الكهف دخل عليهم صاحبهم وطمأنهم بأن الأمر قد تغير وأن الناس في قريتهم قد أصبحوا مسلمين ، وكان ممّا رُوِي أنّهم سُرّوا بذلك وخرجوا لملاقاة الملك وتعظيمه وعادوا بعدها إلى كهفهم، أمّا أكثر الروايات فقد بيّنت أنّهم ماتوا عندما أخبرهم صاحبهم عن حال المدينة وأنها أضحت على الإسلام والله اعلم .
- كان في هذه القصة إثبات لكلّ من شك في بعث الأجساد وكل من شك في يوم القيامة و بذلك طويت صفحة من صفحات الإيمان و الإخلاص و التمسك بدين الله في الدنيا و بقيت قصة أصحاب الكهف منارة في جميع الديانات السماوية لكل عاقل يهتدي بها إلى نور الحق و عبادة الله وحده لا شريك له.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف
- 1. في قصة أصحاب الكهف دلالة واضحة على قدرة الله على الموت والإحياء .
- 2. الحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين المسلمين .
- 3. اهمية التوكل على الله تعالى في كل منعطفات الحياة واليقين و حسن الظن بالله عز و جل .
- 4. التشبث بالإيمان بالله تعالى في السراء و الضراء.
- 5. يجب على كل مسلم أن يبذل كل ما يستطيع من أجل الدفاع عن دينه.
- 6. ستجد في كل زمان من يعادي الدين فعليك بالثبات والتمسك بدين الحق.
- 7. العزلة عند انتشار الفتن أسلم لك.
- 8. يجب على كل مسلم أن يقدم مصلحة دينه على مصلحته الشخصية وان يحب الله تعالى اكثر من حبه لنقسه .
- 9. الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله ودينه مع الصبر والثبات على ذلك، يصاحبه نصر عظيم.
- 10. للشباب دور كبير في نشر الدعوة الاسلامية فعليك ان تبذل قصارى جهدك .
- 11. اللجوء إلى الدعاء والاستعانة بالله في كل أمر سواء كان صغير او كبير..
- 12. يمكن للمسلم ان يهاجر من موطنه إذا خاف على دينه .
- 13. لابد من التفكير الدائم في قدرة الله تعالى.
- 14. الأخذ بالأسباب والحذر عند التعامل مع العدو أو مواجهته.
- 15. على المسلم أن لا ييأس من رحمة الله وعليه بالثبات والصبر وقت الابتلائات.
الخاتمة
- كان هذا المقال عن قصة اصحاب الكهف وستجدون المصادر بالاسفل نرجو ان يكون قد نال السرد على اعجابكم وجميع ماذكر في المقال هو اجتهادات للتعلم وزيادة المعرفة لدينا فنسأل الله تعالى ان يغفر لنا اذا اخطأنا وان ينفعنا بالعلم , اذا اعجبكم النقال لا تنسوا ان تشاركوه مع من تحبون ومع من تعتقدون انه قد يستفيد من هذه القصة وشكرا لكم لاعطاءنا جزء من وقتكم الذي لايقدر بثمن , ننصحكم بمتابعة صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي ليصلكم كل جديد .
- لمتابعة الصفحة الرسمية للموقع على الفيس بوك اضغط هنا
- لمتابعة الصفحة الرسمية للموقع على تويتراضغط هنا
- لمتابعة الصفحة الرسمية للموقع على الانستقرام اضغط هنا
المصادر
- اسلام ويب
- محاضرة الشيخ عبدالرحمن الباهلي
- الدرر السنية
- موضوع
- مفيد
- ايات من القران الكريم